تناولت صحيفة «معاريف» الوضع على الجبهة الشمالية لإسرائيل بعد ثلاثة أعوام على اندلاع حرب لبنان الثانية، حيث رأت أنّ المنطقة تشهد هدوءاً لم تعرفه منذ العام 1968، لكنها أكدت في المقابل أنّ «حزب الله» يعزز قوته العسكرية تحسباً لأية مواجهة، مشيرة إلى أنّ المقاومة باتت قادرة على إطلاق 500 إلى 600 صاروخ يومياً على إسرائيل، بعضها قادر على ضرب المناطق المركزية.
وكتب المراسل السياسي لصحيفة «معاريف» بن كاسبيت إنّ «الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في الشمال أفضل بكثير مما كان عليه قبل الحرب، إلا أن حزب الله يواصل تعزيز قواته بشكل مستمر، ويقوم بتخزين وسائل قتالية جديدة، وإعداد مقاتلين مدربين .
وأضاف أنّ «هدف حزب الله هو الوصول قريبا إلى وضع يكون فيه قادرا على إطلاق ألف صاروخ يوميا لمدة تصل إلى 60 يوما»، مشيراً إلى أنّ الحزب «يقترب من الوصول إلى هذا الهدف»، حيث أنه قادر اليوم على إطلاق ما بين 500 إلى 600 صاروخ يومياً.
وأشار كاسبيت إلى أنّ «معظم الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اليوم تتراوح بين المتوسطة والبعيدة المدى، وهي قادرة على ضرب مركز إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وضواحيها». ورأى أنّ «نوعية الصواريخ الموجودة لدى حزب الله تشكل مشكلة بالنسبة لإسرائيل، فغالبيتها ثقيلة ودقيقة الإصابة وبعيدة المدى بالمقارنة مع الصواريخ التي كانت لديه خلال الحرب».
ولفت إلى أنّ «عدد مقاتلي حزب الله قد ارتفع بشكل ملحوظ»، موضحاً أنّ «هناك اليوم ما يقارب 8 آلاف مقاتل مدرب، في مقابل خمسة آلاف خلال الحرب الأخيرة».
ولفت كسبيت إلى أنّ «حزب الله» تخلى عن «المحميات الطبيعية» التي استخدمت في الحرب الأخيرة لإخفاء منصات الصواريخ، حيث «أقام في العديد من القرى تحصينات وخنادق تحت الأرض، يشمل بعضها محميات طبيعية خارجية»، مشيراً إلى أنّ الحزب أقام «منظومة دفاعية شاملة ومحكمة تحوي مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات واستخبارات وقدرة على نشر قوات خاصة... وفي حال اندلاع مواجهة عسكرية فستزوّد هذه المواقع بمقاتلين انتحاريين ستكون مهمتهم التسلل إلى إسرائيل للقيام بعمليات خاصة، أو القيام بعمليات انتحارية في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي».
لكن كاسبيت رأى في المقابل أنّ «الأوضاع في الشمال هادئة، وقد تم ترميم قوة الردع الإسرائيلية»، مشيراً إلى أنّ «المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يعتبرون أنّ الأوضاع في الجبهة الشمالية لم تكن هادئة على هذا النحو منذ العام 1968، وأنّ حزب الله لا ينوي خوض حرب مع إسرائيل على المدى القريب». وأضاف «مع ذلك، يجب ألا ننسى أنّ أي حادث، حتى لو كان من قبيل المصادفة، يمكنه أن يؤدي إلى اشتعال هذه الجبهة على وجه السرعة».