سقوط
الأندلس
اجتاز المسلمون
البحر من المغرب الأقصى إلى الأندلس عام 92هـ بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وخضعت مع ما فتح من بلاد شمال إفريقية إلى دولة بني أمية بدمشق. ولما انقضى عهد الأمويين بقتل مروان
الثاني آخر ملوكهم تمكن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي من الدخول إلى الأندلس سنة
138هـ فسمي عبد الرحمن الداخل وأنشأ دولة أموية واتخذ من مدينة (قرطبة) عاصمة لها.
وقد تمكن من إخضاع الجماعات التي ثارت عليه فثبت
ملكه وتعاقب على دولته ستة عشر ملكا
وبلغت ذروة مجدها في عهد ثامنهم عبد
الرحمن الناصر بن محمد وتلقب
بالخليفة. ثم أخذت الدولة تنحدر وتتهاوى بعد وفاته سنة 350هـ إلى أن انهارت في عهد هشام الثالث المعتد بالله إلى دويلات من عرب وبربر, يتزعمها قادة منهم عرفوا بملوك الطوائف.
ولم يلبث هؤلاء الملوك أن تنازعوا فيما بينهم وطمع
كل منهم بملك الآخر, وأخذوا يستنصرون
بملوك الإسبان فكانوا ينصرون الأخ على أخيه وابن الأخ على عمه وينالون أجر
ذلك تنازلا عن قلاع وحصون ويدفعون
صاغرين ما كان يفرضه عليهم ملوك الإسبان من أتاوى.
وقد أخذت ساحات الدول الإسبانية تتسع من حيث أخذت ساحات دول الطوائف
تضيق وتنحسر مع السنين الملأى
بأحداث الثورات والحروب حتى انحصرت في أقصى الجنوب وتجمع بقاياها في
غرناطة في عهد آل الأحمر من بني نصر ولا
أقاموا دولة لهم ظلت تعاني من حصار مملكتي قشتالة وأراغون حتى استسلمت لهما سنة 897هـ / 1491م وباستسلامها
زالت دولة الإسلام في الأندلس بعد
أن دامت ثمانمائة عام.