اجواء محتقنة بين المانيا واليونان قبل اللقاء بين ميركل وباباندريو

اجواء محتقنة بين المانيا واليونان قبل اللقاء بين ميركل وباباندريو


أضف هذا الموضوع على مواقع أخرى


2010/3/5 الساعة 18:54 بتوقيت مكّة المكرّمة


برلين (ا ف ب) - تسود اجواء تتسم بالاحتقان بين برلين واثينا قبل اللقاء بين المستشارة انغيلا ميركل ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مساء اليوم الجمعة بعدما تحدثت مقابلات وتعليقات صحافية عن الفساد والنازية او تعويضات الحرب التي لم يجر تسديدها.
واعلنت ميركل الجمعة انها "ترحب بمجيء باباندريو الى المانيا"، مشيرة الى ان البلدين "متحدين منذ وقت طويل". لكن الاجواء بين القوة الاوروبية الاولى واحدى اصغرها، شهدت في الماضي اوقاتا افضل.
وافادت استطلاعات للراي ان الراي العام الالماني يعارض في قسم كبير منه تقديم مساعدة مالية لليونان.وعليه، فقد شنت الصحف الالمانية -- وعلى راسها صحيفة بيلد الاوسع انتشارا في البلاد -- حملة على اليونان وقدمتها على انها دولة تقوم اساسا على ممارسة التبذير ويتفشى فيها الفساد على نطاق واسع.
وقد رد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بشدة على هذه الحملة صباح الجمعة.وقال في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ الالمانية "لم نطلب من المكلف الالماني (..) ان يسدد مصاريف عطلاتنا ومعاشات التقاعد". واضاف ان "قول ذلك ظلم".وتابع باباندريو ان "اليونانيين لا يحملون الفساد في جيناتهم، كما ان الالمان لا يحملون النازية في جيناتهم".
وفي كل قضية تتعلق بالمانيا، تعود في اغلب الاحيان هذه الفترة السوداء من التاريخ في النقاش العلني. وقد ربطت بعض الشخصيات اليونانية البؤس الاقتصادي الحالي بالاضرار التي سببتها الحرب العالمية الثانية في البلاد، ملقية المسؤولية على المانيا.
لكن باباندريو قال ان الربط بين الامرين "ليس مطروحا للبحث".الا انه اعتبر في مقابلته مع فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ ان مسالة التعويضات الالمانية "قضية معلقة"، وذلك بعد اسبوع من اعلان برلين ان هذا الموضوع اغلق منذ سنوات.
ومن التصريحات، اعتبر نائب الماني ان مساعدة اليونان تشبه تقديم مشروبات كحولية لرجل ثمل بينما اوضحت بيلد الجمعة لباباندريو اننا في المانيا "نستيقظ في الصباح الباكر ونعمل طيلة النهار".
ومثل هذه التعليقات التي تأتي من كل الجهات تؤدي الى تغييب جوهر المناقشات.واختصر وزير الاقتصاد الالماني راينر بروديرلي الوضع صباح الجمعة بالقول "قال باباندريو انه لا يريد اي سنت والحكومة الالمانية لن تقدم اي سنت".
وفي المقابل، فان برلين لا تكف عن الاشادة بخطة التقشف الجديدة التي قدمتها اليونان هذا الاسبوع والتي يفترض ان تسهم في الحد من العجز العام الهائل لليونان واعادة الثقة الى الاسواق المالية.
وعلقت ميركل بالقول ان "برنامج الحد من النفقات لم يخطىء هدفه"، ملمحة بذلك الى اصدار سندات اطلقته اليونان الخميس واعتبرته المستشارة الالمانية "اشارة جيدة للاسواق".
والاجراءات المالية التي اعلنتها الحكومة الالمانية كافية لطمأنة اليونان بشأن شروط التمويل، لكن ميركل التي اكدت الجمعة رغبتها في "مساعدة اليونان بطريقة فعالة" تبدو في وضع حرج، اذ انها عالقة بين الحرص على المحافظة على استقرار اليورو الذي اهتز بسبب الوضع الاقتصادي اليوناني، وبين معارضة ناخبيها لمبادرة مالية تجاه اثينا.
لكن رئيس مجموعة وزراء المال في منطقة اليورو جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ صرح للاذاعة الالمانية صباح الجمعة انه سيكون على اليونان "دفع معدلات فوائد مرتفعة لفترة طويلة" لجمع رساميل.