ليس هناك من شك في أن دراساتوبحوثا كثيرة تناولت في الدرجة الأولى هجرة الأفارقة إلى أمريكا اللاتينية و أشارتفي الدرجة الثانية إلى موضوع استقرار بعض المغاربة لاسيما الجزائريين في أمريكاالجنوبية .
والموضوع على جدته و طرافته يحتاج إلى مزيد من التمحيص وبعد النظر ويلزمه التحقيق والتدقيق.
وحيث أن هجرة الأفارقة والمغاربة موضوع مغمور ، فالرغبةالملحة في تقصي الحقائق العلمية تدفعنا إلى إلقاء بصيص من النور على هجرة أو وجودبني برزال المسيلة في البرازيل.
وعلى الرغم من رفض بعض الباحثين الغربيين لهذهالفكرة مقدمة و نتيجة (1) بالرغم من انعدام المصادر،فإن الإشارات النادرة في بعضالمخطوطات والجرأة العلمية لدى بعض أساتذتنا تجعلنا ------------------ل إلى رأي الدكتور محمد حميدالله و غيره بأن اسم برازيل يرجع إلى اسم القبيلة البربرية المسيلية بني برازل أوالبرازلة الذين هاجروا من المسيلة ( الجزائر ) في القرن 10 م إلى الأندلس ومنه أيامملوك الطوائف إلى أمريكا حيث انتهى بهم المطاف في برازيل .
ولكي نلغي أو نبعدعلى الأقل أسطورة كريستوف كولومب ثم نثبت عن طريق الأدلة المادية تعرف الأفارقةوالمغاربة على العالم الجديد لابد من إلقاء نظرة تاريخية مختصرة ولو مقتضبة عن صلةالعالم القديم بالعالم الجديد ، أي قبل اكتشاف كريستوف كولومب لأمريكا .
علىشاطىء البرازيل الشمالي وعلى بعد 250 كلم من ( ريو دي جانيرو ) اكتشف العمالالبرازيليون عام 1872 بلاطة منقوش عليها نص تاريخي يرجع إلى ألفين و خمسين عاما .
أخذت صورة لهذه الوثيقة الأثرية ثم أرسلت إلى معهد العلوم التاريخية فيالبرازيل للتعرف عليها ودراسة محتواها و إعطاء القيمة التاريخية لها .
وكان الذيانتدب لهذه المهمة العلمية أحد المتخصصين في الدراسات السامية ، وذلك هو أرنيسترينان (4) الذي أنكر على الفور أصلها ومضمونها ولكن رينان عندما أنكر التعرف علىهذه الوثيقة أو تعمد إخفاء الحقيقة كان مدفوعا .
في رأي العلماء النزهاءوالموضوعيين بعاملين إثنين :
أولهما : أن تفكير رينان لم يكن ليقبل هكذا و يسلمبسهولة على أن البرازيل أو أمريكا الجنوبية كانت بعد معروفة و مكتشفة قبل كريستوفكولومب .
ثانيهما : أن التعصب الديني الأوروبي جعل الكثير من الحقائق التاريخيةالمتعلقة بتاريخ أفريقيا والمغرب تظل مطمورة وفي طي الكتمان والغموض ، لاسيما إذاكانت الأدلة المادية والوثائق العلمية معدومة عن عمد .
و إذا كان رينان و أضرابهمن المفكرين الغربيين قد تجاهلوا هذه الحقيقة وحاولوا طمسها طيلة قرن كامل ، فهناكمن الباحثين من تحدوهم النزاهة في البحث و الرغبة الصادقة في الاكتشافات العلمية،ويشير الدكتور ابراهيم فخار في هذا الموضوع إلى الأستاذ ( سيريوس قوردون) عميد قسمالدراسات للبحر الأبيض المتوسط بجامعة برانديس الذي أصدر كتابا تحت عنوان " ما قبلكولومب " أوضح قوردون في هذا الكتاب الكثير من الحقائق التاريخية و الاكتشافاتالأثرية التي لم تعد اليوم لغزا يمكن إخفاؤه أو إنكاره.
و أهم الموارد التياعتمد عليها المؤلف عند تعرضه لعلاقات أمريكا اللاتينية مع العالم الخارجي قبلكريستوف كولومب هي :
1- الاعتماد على بعض النقوش التي عثرعليها في الحفرياتوالتي تتضمن العديد من المفردات السامية " يد بعل " التي يقصد بها القدرة الألهية .
2- إن تسمية برازيل بجزيرة الحديد يعني أمرين .
أولا: أن الفنيقيين الذين------------------وا محنتهم ورحلتهم على هذه الصخرة كانوا يعرفون أن المورد الأصلي والمعدنالأساسي الذي يعتمد عليه البرازيل هو الحديد.
ثانيا : أن اسم "برازيل " لم يأتإلا فيما بعد ، لا سيما وأنه اسم لم يرد له أصل في اللغة البرازيلية (الإسبانية) ولا في اللغات الأوروبية ، إلى جانب الاعتماد على هذه الحفريات التي ترجع إلى عهدما قبل كريستوف كولومب ، فهناك العمل المشترك الذي قام به علماء الآثار والخرائط ،فقد جمعوا هم أيضا في أعقاب السنوات الأخيرة مجموعة من الوثائق التي لم تدع مجالاللشك في وجود علاقات ما بين العالمين القديم والجديد وهذا في العصور المبكرةللتاريخ .
عثر في (جواتيمالا) على إناء تحرق فيه البخور وعليه ------------------ وجه سام يحملالملامح والصفات التالية :
أ- أنف قان
ب - شعر اللحية أجعد ( وعلى طريقةالآشوريين )
ج- وجه طلق المحيا
وحسب التحاليل العلمية لهذا ال------------------ تبين أنهمن عمل هنود أمريكا الوسطى ماياس وذلك في الفترة ما بين
300و 600للميلاد..
وقد قام الدكتور ابراهيم فخار أستاذ التاريخ بإجراء بحث علمي قيم نشرهفي مجلة " الباحث " الجزائرية التي كانت تصدر عن متحف المجاهد استعرض فيه مقارناتثقافية ومادية عديدة بين عادات وتقاليد وأعراف سكان ساحل البرازيل الشرقي، من طقوسومراسم دفن للأموات، وحفلات الأعراس والصناعات التقليدية وبين سكان ( بني برزل أوقبيلة البرازلة ) الموجودة بولاية المسيلة، فوجد أنها متطابقة تمام التطابقبالإضافة إلى تشابه آخركبيرفي ميادين أخرى، لا يتسع المجال لذكرها.
فعلىالمعنيين والمهتمين من المؤرخين والطلبة إلا مواصلة البحث في هذا الموضوع ، وسوفيزيلون - بإذن الله - كثيرا من الغبار والأكسدة عن صفحات مجيدة من تاريخ أمتناالعظيمة.
(هذا يعني أن اللاعبين العالميين رونالدو ورونالدهينو هما برزاليانومسيليان مئة بالمئة.. انعام إيه.. تلك أمجاد ومآثرأجدادنا صدقوا أو لا تصدقوا).
الهوامش والمراجع:
1: أرنيست رينان ( مقالة في جريدة الشعب للسيدالدكتورسليم قلالة
2: نبذة عن وصول الأفارقة إلى البرازيل في مجلة الدوحة
- مجلة " الباحث " الجزائرية تصدر عن متحف المجاهد..
- لغز القارة الغارقة ، مجلة "الدوحة" ص:28 عدد 100
- جزائر " الواق واق" مجلة "الدوحة " ص: 130 عدد112
- جزيرة الساء مجلة "الدوحة " ص : 74 عدد111
- جمهوريات الجزر في المحيط الهندي ص : 110 عدد 110
- السفن وركوب البحر مجلة "الفيصل" ص: 91 عدد91