المخلِّصُون الستة عشر المصلوبون فداءً للبشر
صورة لغلاف كتاب (ست عشر مخلصا مصلوبا)
من إعجاز القرآن الكريم وهيمنته على كتب أهل الكتاب أنه يكشف لهم سبب انحرافهم العقائدي، بل ويكشف عن مواطن تصحيح هذا الانحراف من بقايا الحق في كتبهم. مثل قوله تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ.. } [ المائدة: 72] ؛ مذكرًا النصارى بموضع في الإنجيل يقول فيه المسيح إن الله ربه وربهم "إني سأصعد لأبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " ( إنجيل يوحنا 20: 17 ).
· من ذلك أيضًا قوله تعالى عن تشابه عقائد أهل الكتاب مع عقائد الوثنيين: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } [ التوبة:30]، وقوله تعالى:{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } [المائدة: 77].
· وقد تكلم عن هذا التشابه عالم اللاهوت " توم هاربر " Tom Harper في كتابه "المسيح الوثني " The Pagan Christ. كما عرَّج عليها الأكاديمي واللاهوتي الأمريكي الأشهر " بارت إرمان " Bart Ehrman في كتابهLost Christianities " العقائد المسيحية المفقودة " الذي ذكر فيه أن القرن الميلادي الأول كانت تسود فيه فوضى من العقائد المسيحية "chaos of beliefs"فمن النصارى آنذاك من عبد إلهًا أو اثنين أو ثلاثة حتى اثنا عشر إلهًا !! ثم فُرِضت عقيدة التثليث بسلطان الإمبراطور قسطنطين بعد مجمع " نيقية " المسكوني عام 325م، حسب ما روت مجلة "ناشيونال جوجرافيك" في عدد مايو 2006 National Geographic.
· ولطالما اعتقد النصارى أن عقيدتهم - عقيدة الإله ابن الإله المصلوب فداءً للبشر - أمرٌ تفردوا به، لكنى اطلعت على كتاب كتبه عالم أديان أمريكي هو kersey Graves، عنوانه:The" worlds sixteen saviors" ذكر فيه أن هذه العقيدة تكاد تتطابق مع ست عشرة عقيدة سابقة لها بزمن بعيد !!.
· ونحن هنا نلخص الفصل السادس عشر من هذا الكتاب لأنه يستعرض هؤلاء المخلصين الستة عشر.
CHAPTER XVI.. الفصل السادس عشر
" ستة عشر مخلِّصًا مصلوبًا "
SIXTEEN SAVIORS CRUCIFIED.
"FOR I determined not to know anything among you, save Jesus Christ and him crucified." (1 Cor. ii. 2.)
" لأني هكذا صممت على ألا أعرف أحداً بينكم إلا المسيح عيسى مصلوباً " ( الإنجيل – رسالة كورنثوس الأولى 2: 20 )
هكذا أراد واضعو المسيحية إيهام أتباعها أن عقيدة الخلاص بصلب الإله أو بالأحرى ابنه قد تفردت بها ديانتهم. وهو ما سينسف تمامًا عقب استعراض ملخصنا هذا.
I.—CRUCIFIXION OF CHRISHNA OF INDIA, 1200 B.C.
1 - صلب "كرشنا" , الإله الوثني الهندي (1200) قبل الميلاد
(نقلاً عن كتاب المساومة الكبرى من منظومات قمران للمجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني للأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة وتاريخ الفن – الطبعة الأولى – ص 333).
يعد "كرشنا" (عند أتباعه) من الآلهة التي تواضعت لتهبط من مسكنها السماوي لتهبط فوق سهول الهند وذلك من خلال ولادة بشرية لتموت من أجل ذنوب وخطايا البشر [ حسب اعتقاد الهندوس ].
هناك صور تمثل هذا الوثن مصلوباً على الصليب مكتوب عليها إلهنا وابن إلهنا وربنا ومخلصنا ويبدو على الصور ثقوب، وتمثل بوضوح تلك الثقوب التي أحدثتها المسامير والتي تدل على الصلب.
وفى لوحة أخرى , يصور على هيئة الصليب المسيحي الروماني ولكن ليس مصلوبًا إلى حجر أو شجر، على الرغم من أن يديه وقدميه موضوعة بالطريقة المعتادة حيث ثقوب المسامير واضحة، وتوجد هالة فوق رأسه من النور تنبثق من السماء.
إن المئات من الأمور المتشابهة لما حدث في تاريخ المسيح قد ثبت التأكد منها :
1 - ميلاده المعجز عن طريق عذراء.
2 – الأم والطفل يزوره رعاة وحكماء وملائكة الذين كانوا يتغنون ويلقبونها قائلين " في ولادتك أيتها المختارة من بين النساء سوف يمجدونك".
3 - المرسوم الذي أصدره الحاكم الطاغية والذي جاء فيه القبض على كل مولود وقتله.
4 - هروب الأم ووليدها وعبورهم المعجز لنهر "جومنا " ( Jumna ) بعد انحسار الأمواج طاعة لهم لكي يعبروا النهر إلى الأرض اليابسة.
5- انعزال كرشنا المبكر في الصحراء.
6- تعميده في نهر "جانجز" Ganges والمطابق لتعميد المسيح في نهر الأردن.
7 - تغيير هيئته في "ماديورا" ( Madura ) حيث أكد إلى أصحابه أنه سواء أكان حاضرًا أو غائبًا سوف يكون معهم.
8 - كان لديه حواري يدعى ( أرجون ) والذي كان صديقه المخلص كما هو الحال لدى يسوع.
9 - دهن بالزيت بواسطة امرأة كما هو الحال مع المسيح.
صورة للإله الهندي المزعوم كرشنا الذي صلب CHRISHNA
صورة للإله الإيرلندي المزعوم بودها Budha
صورة للإله الإيرلندي المزعوم لونديLundy
صورة للإله المزعوم أورفيوس مصلوباً في القرن الثالث الميلادي
صورة للإله المصري المزعوم أنوبيس مصلوباً والصورة في الأسفل للإله المزعوم ست مصلوباً ايضا
صورة للإله المزعوم بوذا مصلوبا
II.—CRUCIFIXION OF SAKIA, 600 B.C.
2- صلب الإله الوثني الهندوسي " ساكيا" عام 600 قبل الميلاد:
يقدم النص التالي من سيرته دليلًا واضحًا إن هذا الصلب إنما كان من أجل تكفير الخطايا " لقد ترك الجنان وهبط على الأرض لقد كانت تغمره الشفقة على ذنوب مآسي البشرية. لقد سعى من أجل أن يأخذ الناس إلى مسالك جديدة وأن يحمل عنه معاناتهم ويكفر عن جرائمهم ويخفف من العقوبة والتي كان لا محالة أنهم سيعانون منها .
وأشهر ألقابه و ( مخلص العالم ) ! ومثل المسيح من ناحية أخرى , كان قد جرب بالشيطان الذي عرض عليه كل أنواع التعظيم وثروة العالم ولكنه وبخ الشيطان وقال له: اذهب ولا تعيقني.
إن نظرة أتباع هذا الوثن إلى الألوهية هي نفس نظرة النصارى للمسيح , , فإذا كان أحدهم وثنيًّا فالآخر أيضًا وثني.
III.—THAMMUZ OF SYRIA CRUCIFIED, 1160 B.C.
3- صلب "تمّوز" السوري (1160) قبل الميلاد
إن تاريخ هذا الوثن وصلنا عبر بعض الدارسات المتفرقة بواسطة العديد من الكتاب وتعد أكبر دراسة عن هذا الإله المخلص هي تلك التي قدمها "كتِسياس" (Ctesias ) الذي عاش عام (400) قبل الميلاد , هذا الشاعر الذي خلده في إحدى قصائده الشعرية يقول: