الخلافة الإسلامية يمكن تعريفها بأنها نظام الحكم في
الشريعة الإسلامية الذي يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها
بالشريعة الإسلامية. وسميت بالخلافة لأن هذا القائد (الخليفة)
يخلف رسول الله في الإسلام محمد لتولي قيادة المسلمين
والدولة الإسلامية. بينما الخلافة عند أغلب فرق
الشيعة موضوع أوسع من الحكومة بعد الرسول، فالخلافة عندهم يمكن اختصارها بأنها امتداد للنبوة
[بحاجة لمصدر]، فكلام الخليفة وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ به. فالخليفة عند السنة يصير خليفة إذا عين حاكما بينما يرى الشيعة أن الحكومة مجرد ثمرة من ثمار الخلافة، أي أنه من حسن حظ الناس أن يعين
الإمام حاكما ولكن عندما لا يعين فهو لايزال خليفة أو إمام. لا يوجد الآن نظام الخلافة فقد سقطت الخلافة عام 1924م بسقوط
السلطان العثماني، ولم يتم إعادة الحكم بهذا النظام في أي مكان حتى الآن وحث أن تفرق المسلمون، كل شعب في بلده. وقلت حركة انتقال الناس من بلد لآخر بدخول نظام الهويات الحديث ،المأخوذ عن
الدول الأوروبية.
لأصل اللغويالخلافة الإسلامية كلمة مشتقة من الفعل
خَلَفَ أي تبع في الحكم. ومصطلح الاستخلاف في
العقيدة الإسلامية هو سبب من الأسباب الرئيسية التي وضع الله البشر على الأرض من اجلها؛ كي يعبدوه ويطبقوا أحكامه التي ارسلها إلى
الانبياء والرسل على مر
الزمن.ودرج
باللغة العربية ان يقال "خلف فلان أباه في إدارة المتجر"، أي أخذ الولد مقام والده في إدارة المتجر بعد أن طعن الوالد بالسن على سبيل المثال.
الخلافة في القرآن
- وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴿30﴾- سورة البقرة.
- يَا دَأوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿26﴾- سورة ص.
- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿55﴾- سورة النور.
- الخلافة والنظريات السياسية الفقهية
تختلف نظرة الفرق الإسلامية للخلافة، فتفسرها كل فرقة وفقاً لمعتقاداتها وما صح عندهم من أحاديث.
- الخلافة في الفقه السني
دلت الأحاديث الواردة في الكتب السنية أن الخلافة يجب أن تنحصر في قبيلة قريش، وأنها ستستمر بعد محمد لفترة 30 عاما، وهي فترة حكم الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إضافة لعامين من الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيانـ يعتبرها السنة خلافة راشدة للحسن[بحاجة لمصدر]. ثم تحولت لملك عضوض وهي فترة تعاقب الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الفاطمية والدولة العثمانية وغيرها. ويُعتقد أن الدولة ستصبح حكما جبرياً، ثم ستعود مرة أخرى خلافة على منهاج النبوة حسب المفهوم السني[بحاجة لمصدر].
- " الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك " رواه الترمذي وأحمد.
- " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت " رواه أحمد
- " الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة و الهجرة في المسلمين و المهاجرين بعد " رواه أحمد.
- " الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد يعني اليمن " رواه الترمذي.
- " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش" رواه مسلم والترمذي.
- " قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة " رواه الترمذي.
الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة
أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها
الإمامة، فإن
الخلافة في الاصطلاح الإسلامي تعني القيادة الإسلامية أو الإمامة فقط. ومن هنا يُعلم أن مصطلح الإمامة يرادف مصطلح الخلافة، ويقول
أبو الحسن الماوردي: "الإمامة: موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا
[1]"، وسمّيت خلافة لأن الذي يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين و
يخلف النبيَّ في إدارة شؤونهم. وتسمّى
الإمامة لأن الخليفة كان يسمى إماماً، ولأن طاعته واجبة سواء كان براً أو فاجراً ما لم يأمر بمعصية الله، سواء اجتمع عليه الناس ورضوا به، أو غلبهم بسيفه
[2].ولأن الناس كانوا يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم في الصلاة.
[عدل] الخلافة في الفقه الاثنا عشرييعتقد
الاثنا عشرية أن موضوع قيادة الأمة الإسلامية محسوم بالنص عن الرسول محمد، حيث تنص الأحاديث الشيعية على أن
علي بن أبي طالب هو أول خليفة بعد محمد. وهذه النصوص بعضها مشترك بين السنة والشيعة، مثل
حديث الغدير الذي جاء فيه:
«من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه
» غير أن السنة يتؤولوون معناها إلى غير الخلافة. هناك كذلك
حديث الكساء وحديث الثقلين وحديث يوم الدار، وغيرها من الأحاديث المشتركة بين الفريقين والتي يستشهد بها على إمامة علي، إضافة لأحاديث تفرد بها الشيعة في إثبات إمامة علي والأئمة الاثنا عشر من بعده.والخليفة عند الشيعة هو أحد
الأئمة عصمةالمعصومين، والذي يتم اختياره بأمر من الله يوحي به
للإمام الذي يسبقه. وعلى الرغم من ذلك فإن الإمام الوحيد الذي تولى الخلافة هو علي بن أبي طالب، ومن بعده
الحسن بن علي الذي اعتبره أنصاره خليفة المسلمين، لكنه تنازل عن الخلافة
لمعاوية بن أبي سفيان.
المسيرة التاريخيةعلى زمن
الدولة الإسلامية، قامت خلافة
الخلفاء الراشدين من بعد موت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. بداية من
أبو بكر الصديق إلى
علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. ومن ثم بدأت
الخلافة الأموية ومن ثم
الخلافة العباسية. وقد إنتهى نظام الخلافة الرسمي بنهاية
الدولة العباسية على يد
المغول. أما بالنسبة
للدولة العثمانية، فكان يلقب
السلطان بلقب
(صاحب مقام الخليفة) أي الذي يحل محل
الخليفة، وذلك لعدم اعتراف المسلمين بأي خليفة إلا أن يكون إما من سلالة
الرسول صلى الله عليه وسلم أو من
أشراف مكة (قبيلة قريش)
[بحاجة لمصدر]. بالإضافة إلى
الخلافة الفاطمية التي لم بدأت وإنتهت في زمن الخلافة العباسية (أي أن الخلافة العباسية بدأت قبل الخلافة الفاطمية وإنتهت بعد الخلافة الفاطمية) فلم يعترف بالخلافة الفاطمية إلا
الشيعة. وأما بالنسبة إلى
الخلافة الأموية بالأندلس فقد بدأت
الدولة الأموية بحاكم يعتبر
والي وتم تنصيب خليفة أموي عليها بعد إسقاط الخلافة الأموية من قبل الخلفاء العباسيين. وكان العامة ينادون الخليفة بالأندلس تحت اسم
(خليفة المسلمين في بلاد الأندلس) وذلك يعود إلى رفض المسلمين إلى مناداة خليفة المسلمين لأكثر من شخص واحد، حتى لا يدل ذلك على انقسام المسلمين بل انقسام دول المسلمين. وفي أثناء
الخلافة العباسية قامت عدة دول أخرى تحت ظل العباسيين من ضمنها
السلاجقة و
الدولة الطولونية و
دولة القرامطة وعدة دول أخرى في عدة مناطق من العالم الإسلامي.في العصر الحديث ظهرت جماعات تطالب بعودة الخلافة الإسلامية وإقامة الدولة على أسس الدين الإسلامي، منها
حركة الموحدين السلفية بقيادة
محمد بن عبد الوهاب التي نجحت في إنشاء
دولة إسلامية في
السعودية على أسس
سلفية، وإن وجهت لها العديد من الإنتقادات والاتهامات بالتشدد والتحالف مع
آل سعود الأسرة الحاكمة في السعودية
[بحاجة لمصدر]. كذلك
تنظيم القاعدة و
حركة طالبان الذان تحالفا للوصول إلى الحكم في
أفغانستان وكونا دولة إسلامية سلفية وصفت أيضاً بالتشدد والتطرف وانتهاك
حقوق الإنسان من قبل العديد من المنظمات الحقوقية والحكومة الأمريكية وانتهى الحكم الإسلامي في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي لها. من ناحية أخرى توجد جماعات أخرى لا زالت تطالب بعودة الخلافة أهمها جماعة
الإخوان المسلمين في
مصر وغيرها، ولكنها تعاني من القمع والضغط والانتقادات من قبل الحكومات العربية التي تنادي ب
العلمانية وتعتبر أن سيطرة ديانة ما على الدولة يخل بموازين العدالة والحرية والديموقراطية مستشهدين بما يعتبروه
الفكر الوهابي والحكم الإسلامي في أفغانستان والسعودية.
[4]وفي العصر الحديث ظهرت
الثورة الإسلامية في إيران ودعت إلى إنشاء الدولة على أسس دينية
جعفرية كما تنص المادة (12) من الدستور الإيراني على أن : « الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنى عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير». وبعد إنشاء الدولة على أسس إسلامية، ظهر العديد من الإنتقادات والاتهامات بالتشدد والتطرف والطائفية من قبل العديد من دول العالم، حيث لا يوجد مسجد سني واحد في المدن الكبرى التي يمثل الشيعة فيها الأغلبية مثل
أصفهان و
شيراز و
يزد. وكذلك في العاصمة
طهران[بحاجة لمصدر].ابتداء من سنة 2005 برز
حزب التحرير في وسائل الاعلام كجماعة تعمل لاعادة
الخلافة، حيث يقوم بجمع الآلاف من انصاره في بلدان متعددة بتاريخ 28 من
رجب في كل سنة، كان ابرزها تجمع 100,000 في استاد في
اندونيسيا للمطالبة باعادة
الخلافة.
[5]حركات وأحزاب تدعو لإعادة نظام الخلافة: