سطح المحيطات يعج بالمخلوقات الحية الصغيرة

السلام عليكم و رحمة من الله تعالى و بركاته

تبيّن للعلماء أن سطح المحيطات تحت عمق واحد على 500 من الإنش (أي أصغر من أصغر شعرة إنسان)، هو مرتع لمجموعة غير عادية من الميكروبات المجهرية التي تشكّل في حد ذاتها نظاماً بيئوياً متميّزاً.
ويوضح أوليفر فيرل، كبير العلماء في مؤسسة علم المحيطات الكندية، أن هذه الطبقة الميكروبية في غاية الأهمية لانها تؤثّر تأثيراً مباشراً في كيمياء المحيط والغلاف الجوي. فبما أن أحد أهم الأشياء التي تحدث على كوكبنا هي عملية نقل الغازات من وإلى المحيطات، فإن هذه الطبقة تمتص جزءاً كبيراً من غازات الدفيئة المُسبِبَة للتلوث واحترارالأرض.
أنه المحيط وهو يتنفّس عبر جلده.
كما تَبيّن أن هذه الطبقة الميكروبية غنية بكُتلٍ لصيقة من الكربوهيدرات التي تصنعها متعضيات ذات خلية واحدة تُدعى “فيتوبلانكتون” تعيش مع بعضها البعض في شكل مستوطنات. لكن، كيف تتمكّن هذه الطبقة اللزجة والرقيقة من التماسك على سطح المحيطات، حين تبلغ سرعة الرياح ما بين 16 إلى 18 عقدة؟
لا جواب بعد. لكن العلماء يعتقدون أن الميكروبات المكتشفة تتتمايز عن غيرها من حيث أن لديها رقاقات جيلاتينية تعمل على تهدئة اضطرابات الطبقة الميكروبية التي تسببها الامواج والرياح، الامر الذي يمكّن البكتيريا من الالتصاق بالجزيئيات وتناول الغذاء منها.
ويضيفون ان “جلد المحيط” الغامض هذا هام للغاية، لأنه يلعب دوراً حاسماً في سلامة البيئة على كوكبنا. إذ دلّت الأبحاث على ان هذه الطبقة الميكروبية تمكّن المحيطات من امتصاص ملوثات على غرار المبيدات الحشرية، والميثان، وأول أوكسيد الكربون.
قبل هذا الاكتشاف بفترة طويلة، تم التعرّف على امر مذهل آخر: نباتات خضراء مجهرية (تُعرف بإسم “بلانكتونز”) تطفو باستمرار على سطح المحيطات، وتطلق مركبات الكبريت في الهواء. وحين ترتفع جزيئيات الكبريت هذه، تشجّع جزيئيات الماء على التكثّف والتحوّل إلى الغيوم التي لاتزودنا بالأمطار وحسب بل هي تعمل أيضاً كمرآة تعكس أشعة الشمس وتساهم في تبريد حرارة الأرض