بعد تحالف الجيش اللبناني مع المقاومة إسرائيل تعيد النظر في حساباتها مع لبنان

تعيش
إسرائيل، منذ فترة، تحت الصدمة. ففي الوقت الذي لم تستطع استساغة التغير
الذي حصل في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية اللبنانية الداخلية، حتى
صعقت بتغير آخر لم تكن تتوقعه، مع تحوّل دور الجيش اللبناني من لاعب أساسي
في إبعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية إلى رفيق قوي للمقاومة.
أجبرت الطريقة البطولية التي رد بها الجيش اللبناني على العدوان
الإسرائيلي على مراكزه في بلدة العديسة الجنوبية، الثلاثاء الماضي، السلطات
الإسرائيلية على إعادة النظر في ما كانت تتوقعه من دور للجيش اللبناني في
جنوب لبنان، بناء لسياسة الحكومة اللبنانية السابقة؛ حيث تحوّل من جيش
مهادن إلى جيش يدافع عن سيادة بلده، من خلال تصديه للاختراقات الإسرائيلية
لحدوده الترابية. فقامت على إثرها بتحذير حلفائها من دعم الجيش بالسلاح،
بعد أن أصبح رفيقاً قوياً للمقاومة يطلق النار على الجيش الإسرائيلي.
هذا التحول قلب الرؤية الإسرائيلية التي كانت قائمة على افتراض مغلوط حيال
دور الجيش اللبناني في الجنوب، بأن يكون لاعباً أساسياً في إبعاد حزب الله
عن الحدود، وجزءاً من منظومة مشتركة مع قوات ''اليونيفل'' لتوفير الحماية
للحدود الشمالية. إلا أن الأمر جاء انعكاساً للتغير الذي حصل على الساحة
السياسية اللبنانية الداخلية والتي بات يميل فيها توازن القوى لصالح حزب
الله. فالمعادلة التي خرجت بها إسرائيل بعد إنهاء عدوانها على لبنان صيف
,2006 هي وجود حزب الله من جهة والحكومة اللبنانية من جهة أخرى، التي ضغطت
من أجل تجريد الحزب من سلاحه، وأرسلت الجيش إلى الجنوب ليكون حاجزاً بين
حزب الله وإسرائيل. وهذا ما بنت عليه إسرائيل قناعتها.. ولكن هذا الوضع
تآكل مع تحالف الحكومة اللبنانية مع الحزب وبعض القوى السياسية اللبنانية
الأخرى المناهضة لإسرائيل. فمعظم القوى تعتقد أن المقاومة ضرورة وحاجة
لبنانية ملحة طالما بقي الاحتلال والأطماع والتهديدات الإسرائيلية.
ارتفاع درجة التحرشات الإسرائيلية على لبنان في الآونة الأخيرة، دفع بلبنان
إلى البحث عن حلفاء استراتيجيين في المنطقة يتقاسمون معه نفس النظرة.
فتعزز بهذا تحالف جديد محوره دمشق ـ طهران ـ حزب الله، سيما وأن هؤلاء لا
يثقون كثيرا في الدور المصري والسعودي في المنطقة.
وستسمح الزيارة التي ينوي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القيام بها
للبنان بعد رمضان، بتعزيز التحالف الجديد أكثر من أي وقت مضى. وهو ما جاء
منافيا لحسابات الأطراف التي كانت تظن أن مقتل الحريري سيضعف النفوذ السوري
والإيراني في لبنان.

.

بعد تحالف الجيش اللبناني مع المقاومة إسرائيل تعيد النظر في حساباتها مع لبنان Elkha-09-08-10--michel

» سليمان أطلق من الجنوب خطة تسليح الجيش اللبناني: لا يمكن لاسرائيل استفراد الجيش...فكل لبنان وراءه
» الرئيس اللبناني يتهم إسرائيل برفض خيار السلام
» قائد الجيش اللبناني: لا توجد صواريخ سكود في لبنان
» هل اخترق الأمريكيون الجيش اللبناني ؟
» الجيش اللبناني يطلق النار على طائرتين حربيتين اسرائيليتين