رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون وبكل وضوح أسبابه لقبول خريطة طريق الشرق الأوسط مع 14 تحفظاً فقد قال خلال قمة العقبة في 6 يونيو: «يتطلب السلام الدائم أمناً دائماً، وهذا الأمن الدائم سيجلب معه السلام الدائم لإسرائيل»، إن قبول السلام بشروط شارون سيجعل الدولة الفلسطينية المقترحة أضحوكة في خدمة أمن "إسرائيل".
وإن أخطر شيء هو أنه قد تم السماح لإسرائيل بامتلاك جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل بينما حرمت الدول العربية من هذه الأسلحة بحجة تعرض "إسرائيل" للخطر.
وكانت "إسرائيل" قد قالت إنه لم يحن الوقت بعد لكي تنظر إلى ترسانتها النووية وأسلحة الدمار الشامل لأنها لم تحقق الأمن والسلام الدائم حتى الآن.
ونتيجة لذلك أصبحت "إسرائيل" مخزناً للإسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية التي تهدد بها أمن الدول العربية والآسيوية والأوروبية، فهل تحتاج لكل هذه الكمية الضخمة من ترسانة الأسلحة المحظورة؟ وكان الفرنسيون هم الذين شيدوا مفاعل ديمونة النووي وأنتجوا اليورانيوم المخصب، وكانت "إسرائيل" على استعداد لإنتاج أول قنبلة نووية في أوائل عام 1965.
وفي مارس 1969 احتفل موشي دايان بميلاد الدولة الإسرائيلية النووية، واعترف العالم النووي الإسرائيلي فانونو بأن بلاده تحتل المركز السادس في النادي النووي في الثمانينيات، وحسب أحد التقديرات فإن لدى "إسرائيل" 100 قنبلة نووية على الأقل.
وعدا عن المنشأتين الموجودتين في ديمونة أقامت "إسرائيل" عدداً من المنشآت النووية الأخرى في ناحال سورياك جنوب تل أبيب عام 1958 وفي ريشون ليستون في حيفا، وفي عام 1994 وافق الرئيس الأميركي بيل كلينتون على 9 كمبيوترات سوبر للوفاء باحتياجات البرنامج النووي الإسرائيلي، وتقدر مصادر مطلعة بأن لدى "إسرائيل" ما بين 100 و200 رأس نووي، لكن تقريراً آخر رفع الرقم إلى أكثر من 500 رأس نووي.
ويقول الصحفي الأميركي سيمور هرش في كتابه نقلاً عن فانونو إن "إسرائيل" تمتلك حوالي 300 رأس نووي، ويقول أيضاً إنه حصل على معلومات تشير إلى أن "إسرائيل" تمتلك مئات من القنابل الهيدروجينية، وأكدت بعض التقارير أن لدى "إسرائيل" أنواعاً مختلفة من الأسلحة النووية بما فيها قنابل نووية يمكن إسقاطها من طائرات وكذلك رؤوس صواريخ حربية إضافة إلى 56 قنبلة هيدروجينية، كما أن لدى "إسرائيل" عدداً غير محدود من الأسلحة النووية التكتيكية.
وأكدت ثلاثة مصادر دولية على الأقل أن "إسرائيل" لم تنتج فقط الغاما نووية بل إنها نشرتها أيضاً في مناطق مختلفة وعلى فترات متفرقة من زمن الصراع العربي الإسرائيلي، وخاصة في مرتفعات الجولان وصحراء النقب خلال المواجهة العسكرية مع مصر في أكتوبر 1973 ثم في يناير 1991.
والسؤال هو: من الذي يستطيع أن يطلب من المجتمع الدولي نزع أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية؟