بعد التقارير التي تصدرت وسائل الإعلام في الشهور الماضية وتحدثت بإسهاب عن القدرة الصاروخية المتنامية لحزب الله والتي وصلت إلى أربعين ألف صاروخ، ظهرت معلومات إضافية تؤشر إلى تحولات أخطر في هذا السياق. فبتاريخ 19 من تشرين الأول الحالي، كشف مركز "ستراتيجي بايج" للدراسات الأمنية والعسكرية عن أن سوريا، وعلى ما يبدو بناء على أوامر صادرة من ايران، قد حولت نحو 300 صاروخ باليستي بعيد المدى من طراز سكود الروسي الصنع لحزب الله. وهذا يؤكد الأخبار التي ذكرت أن سوريا حولت ثلث مخزونها الصاروخي لحزب الله. لكن التقرير الأمني يظهر لأول مرة نوعية هذه الصواريخ وهي سكود أي أنها صواريخ باليستية ذات قوة تددميرية أكبر بكثير مما يرجح أن حزب الله كان يملك هذا النوع من الصواريخ من قبل. ويعتبر سكود من أشهر الصواريخ الروسية التى تعتمد عليها جيوش 52 دولة حول العالم، بنوعيه "سكود بي" و"سكود سي"، والصاروخ الروسى يتميز بأنه من الصواريخ القليلة عالميا التى تمت تجربتها الفعلية فى حروب دولية، كالحرب العراقية الإيرانية.
ويشير التقرير إلى أنّ هذه الصواريخ لم تغادر سوريا حتى الآن (لأن كشفها في جنوب لبنان لن يكون صعباً في ظل الرقابة الشديدة التي تمارسها إسرائيل). ويضيف ان «حزب الله» يقوم حالياً بتدريب عناصره على تشغيل هذه الصواريخ. كما يشرح هذا التقرير عن التحضيرات الصاروخية السورية، والخطة الإسرائيلية للحرب القادمة بما فيها الإصابات المتوقعة.
منشآت للصواريخ السورية تحت الأرض أشرفت عليها إيران وكوريا
وتقوم سوريا حالياً بتخزين ترسانتها الصاروخية التي تضم أكثر من ألف صاروخ سكود في مرافق مخصصة لهذا الغرض تحت الأرض. وتتميز صواريخ السكود برأسها الذي يحتوي على نصف طن من مواد شديدة الإنفجار بالإضافة إلى إمكانية تحميله بالقنابل العنقودية والمواد الكيماوية والجرثومية. كما تملك هذه الصواريخ قدرة الوصول إلى مسافات تتراوح بين 500-700 كم. وتملك سوريا تشكيلة أخرى من الصواريخ القديمة نسبياً تشمل 90 صاروخ فروغ-7 وهي صواريخ أيضا روسية الصنع (بمدى يصل إلى 70 كلم) و210 صواريخ أحدث من نوع اس اس 21 الروسية (بمدى يصل لـ120 كلم) والتي تحوي نصف طن من المتفجرات في رؤوسها وتعمل بمنصات متحركة.
كما يملك النظام السوري أيضاً أكثر من 60 عربة وقاذفة سكود متحركة. ولدى السوريين شبكة واسعة من مواقع الاطلاق المموهة الخاصة بمنصاتهم المتحركة. وقد قدمت ايران وكوريا الشمالية مساعدة قيمة لسوريا في مجال بناء مرافق لصيانة وتصنيع صواريخ سكود تحت الارض. أما الهدف الأساسي للصواريخ السورية هو ضرب المطارات، ومواقع اطلاق الصواريخ ومواقع الأسلحة النووية، فضلاً عن المراكز السكانية في إسرائيل. والغاية السورية من وراء ذلك هي تحقيق أكبر قدر ممكن من الأضرار من خلال هجوم صاروخي على اسرائيل يشل قدرتها القتالية. أما من جهته، فحزب الله مهتم أكثر بقتل المدنيين، وبالتالي سيكون هدفه من إطلاق الصواريخ التي يملكها هو ضرب المدن الاسرائيلية.
خطة الحرب الإسرائيلية وحجم الإصابات المتوقعة
من جهتها، تدرك إسرائيل منذ أمد بعيد القدرات الصاروخية السورية وأن أية حرب قادمة مع سوريا سيتم التركيز على توجيه ضربات لشبكة الصواريخ السورية. ويعمل صاوخ سكود بالوقود السائل، ويستلزم نصف ساعة أو أكثر لكي يجهز للإطلاق. لذلك، تلعب المنشآت المبنية تحت الأرض دوراً رئيسياً في خطة سوريا الدفاعية ضد خصم متأهب وصاحب خبرة مثل اسرائيل. وكانت إسرائيل قد هددت باستخدام الاسلحة النووية ضد أي طرف قد يطلق اسلحة كيماوية على أراضيها.
وخلال العام المنصرم، قامت الحكومة الإسرائيلية بعرض وثيقة سرية على بعض حكومات الشرق الأوسط، تتضمن خطة الحرب المقبلة. هذه الوثيقة تجزم بإندلاع حرب مستقبلية مع سوريا، وتعطي هذه الحكومات فكرة واضحة عما يمكن توقعه. حالياً، يقدر الإسرائيليون أنه سيكون هناك ما يصل إلى 3،300 اصابة في الجانب الاسرائيلي (بما في ذلك ما يصل إلى 200 قتيلا) في حال إستخدمت سوريا صواريخها الطويلة المدى ضد إسرائيل. أما في حال لجأ السوريون إلى استخدام الرؤوس الحربية الكيميائية، فيمكن للخسائر الاسرائيلية أن تصل إلى 16،000، بالإضافة إلى تشرد أكثر من 200000 من الاسرائيليين، كما يعتقد ان حوالي 100،000 إسرائيلي سيسعون الى مغادرة البلاد.
المصدر : خاص موقع 14 ادار