مصادر اسرائيلية تعرب عن القلق من احتمال فرض اوباما تسوية أميركية نهائية في الشرق الأوسط عبر مفاوضات غير مباشرة
الثلاثاء مارس 30 2010
علاقات اميركا باسرائيل في الحضيض
تل ابيب - - اعربت مصادر سياسية اسرائيلية عن قلقها من احتمال ان تفرض الولايات تالمتحدة تسوية دائمة في الشرق الاوسط بسبب تلكؤ اسرائيل في تلبية المطالب الاميركية المتصلة بحل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين إن المطالب التي تقدم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي تشير الى توجه لفرض تسوية دائمة على اسرائيل والفلسطينيين خلال أقل من عامين، بحسب ما ذكرته مصادر سياسية في اسرائيل.
واضاففت الصحيفة: "ينظر المسؤولون الاسرائيليون الى المطالب التي قدمها اوباما في البيت الأبيض على أنها رأس جبل جليدي يكمن تحته تغير جذري في السياسة الأميركية نحو اسرائيل.
"ومن بين 10 مطالب عرضها أوباما هناك اربعة تتعلق بالقدس: فتح مكتب المصالح الفلسطينية في القدس الشرقية، ووضع حد لهدم المنازل في الأحياء الفلسطينية من المدينة، ووقف البناء في المستوطنات اليهودية فيها وعدم بناء مستوطنة رامات شلومو.
"إلا أن مطلبا مهماً آخر- وهو بحث القضايا المحورية خلال المحادثات غير المباشرة المخطط لها- يُنظر اليه في اسرائيل على أنه إشكالي لأنه يوحي بأن المفاوضات المباشرة قد يتم تجاوزها. وهذا قد يشكل إطارا قد يتمكن الأميركيون عبره من فرض تسوية نهائية.
ولا يتعلق الأمر فقط بكون مطالب أوباما يُنظر إليها على أنها إشكالية، بل كذلك باعتبارها اسلوب عمل جديد في الدبلوماسية الاميركية. فحقيقة كون البيت الأبيض والخارجية الأميركية على اتصال مع حلفاء اسرائيل الأوروبيين، وأولهم وأهمهم ألمانيا، تبدو كمحاولة لعزل اسرائيل وممارسة ضغط سياسي هائل عليها.
"ويقول المسؤولون الاسرائيليون أن السياسة الجديدة لإدارة أوباما تتناقض مع الالتزامات التي تقدمت بها الإدارات السابقة، وكذلك الرسالة التي وجهها الرئيس السابق جورج بوش عام 2004 الى رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك أرييل سشارون. وبحسب وجهة النظر هذه، فالسياسة الجديدة هذه لا تتفق مع الاطار الذي رسمه بيل كلينتون عام 2000".
ثم اوردت الصحيفة الاسرائيلية نقلاً عن مصادر اسرائيلية رفيعة لم تسمها ما يمكن اعتباره حججاً واهية قد تستخدمها حكومة نتنياهو في الايام والاسابيع المقبلة لمحاولة تقويض موقف ادارة اوباما من السيايسات الاسرائيلية الحالية تجاه عملية السلام. وتقول تلك المصادر الاسرائيلية، مثلاً، انه "نتيجة لسياسات الإدارة الأميركية، سيشدد الفلسطينيون موقفهم ومن المؤكد أن فرص نجاح عملية السلام ستنهار.
وبعدئذ تنقل "هآرتس" عن تلك المصادر زعمها ان "المواقف الأميركية الجديدة تدمر مبدأ المصداقية التي وجّهت السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية" وان "تجاهل الوعود المحددة المقدمة للحليفة اسرائيل سيجعل حلفاء اميركا الآخرين يفقدون الثقة في الالتزامات المقدمة إليهم".
ويحذر المسؤولون الاسرائيليون من أنه إذا تنصلت الولايات المتحدة من التزاماتها السابقة، فإن استعداد الجمهور الاسرائيلي للثقة في اي ضمانات أميركية سيتلاشى- وكذلك موقف القوة العظمى اقليميا ودوليا.