أساليب استخدام الغازات الحربية في العمليات الحربية
1- المبادئ الأساسية لاستخدام الغازات الحربية :
الغازاتالحربية هي إحدى أسلحة الحرب التي تستخدم لتدمير القوة البشرية للعدو أو تقليلالكفاءة القتالية للقوات والحد من خفة حركتها ومنعها من استخدام الأرض والمعداوالأسلحة استخداماً صحيحاً مناسباً. والمبادئ الأساسية لاستخدامها هي:
1.المحافظة على الغرض: فيجب أن يكون الغرض من استخدام الغازات الحربية متمشياً مع الخطة العامة للعمليات ويساعد على تحقيق الغرض من العملية.
2.المبادأة: يجب أن يتصف استخدام أو إطلاق الغازات الحربية في أي عملية من عمليات القتال بالمبادأة والروح الهجومية.
3.المفاجأة: يجب أن تتوفر المفاجأة في الهجوم الكيماوي بكل الوسائل الممكنة.
4.الحشد والاقتصاد في القوى: يجب أن تستخدم الغازات الحربية بكميات كافية، وفياللحظة الحاسمة في المعركة وفي اتجاه المجهود الرئيسي، وغالباً لا تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد الأهداف الثانوية إذا كان ذلك يقلل من كفاءة استخدامها في الاتجاه الرئيسي.
5.البساطة: يجب أن تكون خطة استخدام غازات الحرب بسيطة وواضحة على قدر الإمكان.
6.الأمن: يجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بأمن وسلامة القوات الصديقة.
7.السيطرة وتنظيم التعاون: عند استخدام سلاح كيميائي، يجب تركيز السيطرة على أعلى مستوى.
توضع خطة استخدام الغازات الحربية في العمليات على مستوى القيادة العامة وقد تكلف القيادة الميدانية بوضع خطة الاستخدام، وتنفذ خطة الاستخدام في أكمل صورها في القوات المسلحة عند تنظيم التعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية.
2- طرق استخدام المواد الكيماوية السامة :
أ- تختلف المواد الكيماوية السامة في أسلوب استخدامها عن الأسلحة النووية وشديدة الانفجار في النواحي التالية:
(1)الذخائر السامة لا توضع بالضرورة مباشرة فوق الهدف، للحصول على أقصى مفاجأة وأكبر تأثير، وقد تطلق المواد السامة في منطقة فوق الريح بالنسبة للهدف.
(2)لا تتوقف التأثيرات المحدثة للخسائر في الحال بعد إطلاق وانتشار محتوياتها.
(3) قد تكون التأثيرات الناتجة مؤجلة لفترات مختلفة من الوقت ويتوقف ذلك على المادة المستخدمة.
ب- توجد طريقتان رئيسيتان لاستخدام المواد الكيماوية السامة لإحداث خسائر في القوة البشرية:
(1)الهجوم المباشر فوق الهدف :
وفي هذه الحالة تُلقى المواد السامة فوق الهدف وينتج عن ذلك تكون سُحب سامة من أبخرة ورزاز (أيروسول) الغاز يلوث الهواء فوق منطقة الهدف، وعلى طول اتجاه مسار السحابة المؤثرة في الهواء، وعند استنشاق الهواء الملوث تحدث تأثيراته الضارة على الإنسان، هذا بالإضافة إلى قطرات الغاز عند تساقطها على الجلد أو ملامسة الجلد لها نتيجة تداول الأسلحة والمعدات الملوثة بقطرات الغاز أو عند عبور المناطق الملوثة من الأرض تحدث تأثيراتها الضارة على الإنسان. وتتطلب هذه الطريقة أن يكون الهجوم مفاجئاً مع وضع كمية كبيرة من الذخائر فوق الهدف، وفي هذه الحالة فإن الأفراد في منطقة الهدف ينذرون بالهجوم بمجرد تعرضهم للغازات إلا أنه بالنسبة للتغطية السريعة للهدف بالمواد السامة فقد تنتج خسائر عديدة قبل أن يرتدي الأفراد مهمات الوقاية الضرورية. أو تحدث خسائر بين الأفراد الذين لا يرتدونها بالطريقة الصحيحة. وبالإضافة إلى ذلك فأن الهجوم يمكن أن يخطط في وقت لا يكون أفراد العدو خلاله منذرين أو يقظين (مثل أوقات الليل، أو عندما يكونوا مُتْعبين بعد مجهود قتال الخ.....). وعادة يخطط الهجوم بحيث تكون السحابة السامة فوق الهدف في خلال 15 : 20 ثانية وعندما تستخدم الذخائر السامة بالاشتراك مع الذخائر شديدة الانفجار يصبح على الأفراد في منطقة الهدف أن يبحثوا لهم عن ساتر من الشظايا وهذا الإجراء يزيد من صعوبة ارتداء مهمات الوقاية الضرورية بطريقة صحيحة ومناسبة وبالتالي مزيد من الخسائر.
(2)الهجوم غير المباشر فوق الهدف :
وفي هذه الطريقة تلقى المواد السامة في منطقة بعيدة عن الهدف بحيث تتجه السحب السامة إلى منطقة الهدف. وتعتبر هذه الطريقة ذات فائدة خاصة عندما لا تعطي التأثيرات الفسيولوجية أو أي وسائل كشف عادية إنذار عن السحابة السامة حتى تغطي السحابة السامة منطقة الهدف ويستنشقه الأفراد في منطقة الهدف. ولذا تعتبر هذه الطريقة مفيدة بالنسبة للغازات الحربية التي ليس لها تأثيرات فسيولوجية فورية لإنذار الأفراد في منطقة الهدف ولذا يتحقق مبدأ المفاجأة إلا أن لهذه الطريقة بعض العيوب أو القيود منها اتجاه الريح والعوامل الجوية الأخرى التي قد لا تساعد وصول السحابة السامة فوق الهدف بالتركيزات الميدانية المطلوبة لأحداث الخسائر.
3- وسائل إطلاق الغازات الحربية :
أ- الصواريخ غير الموجهة مثل ليتل جون والأونست جون والصواريخ الموجهة مثل السيرجنت، تستخدم في إطلاق غازات الأعصاب من نوع الزارين، VX .
ب- المديفعة الهاوتزر من عيار 105، 155 مم تستخدم في إطلاق غازات الأعصاب، والغازات الكاوية، أما المدفعية عيار 203.2 مم والمدفعية الصاروخية عيار 105 مم فتستخدم في إطلاق غازات الأعصاب. أما الهاون 106.7 مم فيستخدم لإطلاق غازات الأعصاب الزارين، والغازات الكاوية، وغازات الدم، والخانقة، والمسيلة للدموع
كية باعتبارها الذخيرة الكيماوية التي يمكن استخدامها في العم
ج- الطائرات القاذفة، تستخدم قنابل الطائرات لإطلاق غازات الأعصاب والكاوية وغازات الدم والخانقة والنفسية والمسيلة للدموع. وتستخدم أجهزة الرش المركبة على الطائرات في إطلاق غازات الأعصاب VX، والغازات الكاوية والنفسية والمسيلة للدموع.
د- الألغام الكيماوية حيث تعبأ بالغازات الحربية المستمرة ولا تعبأ بالغازات غير المستمرة وتستخدم هذه الألغام ضمن ألغام المهندسين العسكريين بنسبة 20%.
هـ - القنابل اليدوية تستخدم في إطلاق الغازات المسيلة للدموع والمقيئة.
4.استخدام الغازات الحربية في الهجوم :
تستخدم لإضعاف مقاومة العدو في قطاع الاختراق ولتحقيق أمن أجناب القوات الصديقة، وكذلك لمنع احتياطي قوات العدو من الحركة للقيام بالهجوم المضاد، هذا بالإضافة إلى شل مراكز القيادة وعرقلة أعمال المناطق والقواعد الإدارية للقوات المعادية.