نهبتها الجماعات الإرهابية ومافيا تهريب السلاح

نهبتها الجماعات الإرهابية ومافيا تهريب السلاح
مخطط أمني لحماية صفائح الطاقة الشمسية في الصحراء
2009.03.07 حكيم عزي

يشكل ملف نهب صفائح الطاقة الشمسية المنتشرة في قلب الصحراء هاجسا للسلطات الأمنية بالجنوب، كما بات يثير قلق الجهات المختصة التي سارعت مؤخرا إلى وضع مخطط أمني لمعالجة الموقف بالتنسيق مع الشركات الوطنية العاملة في مجال المحروقات من خلال تفعيل آليات الرقابة وإعادة التصوير الحديدي للمحطات التي تعرضت في السابق للتخريب والنهب من قبل الجماعات الإرهابية ومافيا تهريب السلاح وممنوعات، حيث عادة ما تستخدم في أغراض أخرى مع إعادة تعدينها مرة ثانية واستخدامها في شتى أنواع الإجرام المنظم.

كشف مسؤول أمني رفيع المستوى "للشروق اليومي" أن مصالح للدرك الوطني بعاصمة الواحات شددت قبضتها على العصابات المتخصصة في سرقة صفائح الطاقة الشمسية التي كلفت ميزانية الدولة الملايير السنوات السابقة والموجهة للبدو الرحل والآبار وإنارة الطرق فضلا عن تلك المخصصة لمشاريع شق الطرقات المبرمجة بالجنوب الكبير ضمن برنامج تنمية الولايات الجنوبية العشر الذي أقره القاضي الأول في البلاد، حيث ظلت طيلة الأعوام الأخيرة محل أطماع قطاع الطرق والجماعات المسلحة في مناطق صحراوية ذات مسالك وعرة عقب استفادة بعض المناطق الريفية وتلك الواقعة في الحدود من برامج التزود بالطاقة، غير أنها ظلت عرضة للسرقة بحكم تنصيبها في أماكن بعيدة عن أعين الأمن والتجمعات السكانية، حيث يسهل تحويلها بتواطؤ من بعض الأطراف التي تتقاسم أثمانها المربحة، وكشف المسؤول ذاته انه لم تسجل لحد الساعة أية عملية سطو بفضل الخطة الأمنية المحكمة، مقارنة بالسنة قبل الماضية، أين تم رصد سرقة 107صفيحة ذات قيمة مالية معتبرة واسترجاع 10دون توقيف أي متورط، فيما سجل السنة التي قبلها نهب 85 صفيحة. وبعملية إحصائية يتبين أن ما تم سرقته من المعدات المذكورة يفوق عدد المسترجعات، مما حرك المصالح المختصة التي تحاول جاهدة السيطرة على المواقع المتشعبة وتشديد الرقابة عبر دوريات راكبة باستعمال تقنيات جديدة والمتابعة عن بعد، وحسب ذات المصدر، فإنه تم ضبط تحركات أشخاص مشبوهين وقد تم تعريفهم دون تلبس، ولم يستبعد المصدر ذاته وجود علاقة بين عصابات سرقة صفائح والجماعات الإرهابية قصد تمويلها بالمال، مشيرا أن عدة قضايا سجلت على مستوى القطب الجزائي المتخصص مرتبطة بتمويل الإرهاب وتبييض الأموال، حيث تعكف جماعات منظمة منها مافيا النحاس على تأمين الطريق للصوص سبق لهم العمل في شركات خاصة ويتمتعون بخبرات قطع الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي وتحويلها إلى الحدود بنية تهريبها. وتوضح الأرقام المرصودة والمتعلقة بالعام الماضي سرقة 1980كلغ من النحاس بالإضافة إلى 3425 كابل كهربائي و34575 كابل هاتفي، كما تم توقيف 38 شخصا وحجز شاحنة تحمل الأغراض المنهوبة، وفي ذات السياق أسفرت النتائج النهائية عن تسجيل 33 قضية رفعت للعدالة، كما شهدت السنة قبل المنصرمة سرقة 6600 متر زيادة عن 1000حلقة نحاسية وكذا 5،27 قنطار و35000 متر من نفس المادة وتدوين 59 قضية. وتشير بعض المصادر أن عناصر مافيا النهب تنشط ليلا، أين تقل الحركة وتجنيد أشخاص ذوي خبرة في تقنيات الكهرباء والتكنولوجيا الحديثة وذلك باستعمال العوازل ومعدات التفكيك لتجنب الوقوع في الحوادث المميتة.